جامعة شنقيط العصرية صرح علمي كبير وقلعة من قلاع المعرفة استطاعت بفضل الله وخبرة القيمين عليها النهوض بالثقافة الشنقيطية وتطويرها من طابعها التقليدي إلى عالم المعاصرة والريادة، ولا أدل على ذلك من مبادرة افتتاح قسم الاقتصادي الاسلامي باعتباره موضوع الساعة نظرا لما يعانيه الاقتصاد العالمي من أزمات حادة أدت في بعض الحالات إلى انهيار امبراطوريات مالية عملاقة.
إن نجاح الجامعة في هذه الغاية لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة تضافر عدة عوامل، منها:
1ـ الإرادة الفذة والإشراف المباشر لفضيلة العلامة الدكتور محمد المختار بن اباه حفظه الله، واختياره الموقف في طاقم إداري حباه الله بعمق الرؤية ووضوح الهدف، فجعل من التفاني في العمل شغله الشاغل.
2ـ البرنامج القيم المنتهج من طرف الجامعة سواء من ناحية المقررات بالنسبة للمسالك أو من ناحية النظام التعليمي الذي يتماشى ومتطلبات الباحثين من ناحية التوقيت والزمن.
3ـ الطاقم التدريسي المقتدر الذي استطاع تجسيد رسالة الجامعة في الجمع بين الأصالة والتجديد بإبراز الوجه الشنقيطي الناصع من خلال العلماء والفقهاء المعتمدين، وكذا الدكاترة الأكفاء الذين يزخر بهم الطاقم التدريسي.
4ـ العلاقة الطيبة التي تحظى بها الجامعة إقليميا ودوليا وكذا الصيت الحسن، ما جعلها تربط صلات مع جامعات ومؤسسات مالية دولية سيكون لها لا محالة دور كبير في تحقيق رسالة الجامعة النبيلة، وأنا إذ أثمن الجهود الجبارة والقيمة التي تقوم بها الجامعة من خدمة الثقافة العربية والإسلامية فإني أتمنى لها التوفيق والنجاح في مخططاتها المستقبلية الرائدة.